برنامج ليسانس ترجمة أ.د. سيتواح قسم الترجمة تمهيد: تشكل م

برنامج ليسانس ترجمة أ.د. سيتواح قسم الترجمة تمهيد: تشكل مادة اللسانيات ركنا أساسيا في تكوين اللغويين عامة، إذ تمكنهم من فهم وتفسير هذه الظواهر اللغوية المختلفة،ُرجمان عالقة مباشرة باللغة باللغات. وللسانيات عالقة كبيرة بما يدور ببرامج الترجمة وللترجمة والت .على العموم يتكون برنامج""اللسانيات: في قسم الترجمة من برنامجين جزء خاص بالسنة األولى جزء خاص. بالسنة الثانية ،فأما القسم األول فهو عبارة عن مدخل تاريخي لمجريات أحداث الدراسات اللغوية عبر التاريخ البشري .بينما تتكفل في السنة الثانية بشرح بعض النظريات اللغوية ذات العالقة المباشرة أو غير المباشرة بالترجمة ونقصد منها النظريات الكبرى، كالبنوية والنظرية العربية الخليلية وغيرها لما لها من عالقة بدراسة اللسان واأللسنة البشرية. و لقد أدرجنا محاضرات عن سير اللغات و تكوينها و اخترنا المعيار اللغوي في اللغة و . كيف تتفق فيما بينها عند الترجمة .ّسان هو "مادة" منصهرة في جميع المواد، و نفوذه موجود في جميع االهتمامات التي تميز البشر َّ الل إن واللسان نشاط طبيعي/ فكري، يأتي في مراتب الحياة مباشرة بعد األمور الطبيعية.له من جوانب طبيعية تماما .كالجهاز الصوتي وجوانب فكرية كالذاكرة والذكاء والفكر والنفس الحساسة المتجددة ،فهو الوسيلة التي توصل بين الشخص ونفسه حينما يكون منفردا وهو الوسيلة التي توصله بمختلف الناس . حينما يكون مع غيره، وأما عندما يتحدد اللسان فيأتي دور الترجمة الخطير من أجل اإلفهام و التبليغ ولذلك الترجمة هي القنطرة التي تسمح بالربط واإليصال بين ضفاف البشر ذوي اللغات المتعددة، واللغات كل ما تخضع لدراسة لسانية علمية يهتم بها أهل اللغة واللغات. ولعلم اللسان دراسة نظرية جديدة إذا ما ،قارنها بجانبها التطبيقي العريق، فالممارسة اللغوية قديمة قدم األزل، إذ اإلنسان حيوان ناطق مثل ما يقال ونطقه بعيدة جذوره في أعماق التاريخ. وعليه فمعرفة بعض ما يدور في اللغة و في اللسان أضحى ضروريا بطلبة الترجمة حتى يستنير درب الترجمة بأفكار اللغويات و تشرح بعض مالبساتها خاصة عند المقارنة بين اللغات.إن اللسان نطق و كالم شفوي، وضع اخترعت له تصاوير""حروف أبجدية مكتوبة لتثبيت هذا المنطوق الزائل، وهذه هي""الكتابة ، بعدها ظهرت الكتابات ثم اخترعت الطباعة التي يسرت النشر .واالنتشار، مما أدى إلى اتساع رقعة الكتابة و القراءة 1 َّ علم اللسان علم ّفكير و وسيلة للعلوم والفلسفة، فإن ًّ، ومجاال حساسا للت و إذا كان اللسان عبر التاريخ محال .حديث نسبيا مقارنة مع جانبه التطبيقي القديم لقد انفرد اللسان""بدراسة اللسان في األزمنة الحديثة، بعد أن كان متداخل المواضيع، منصهرة في مشاكل .ّعة في علم النفس. وكان يراه جزء ال يتجزأ من اختصاصه التاريخ، ذائبا في علم االجتماع والفلسفة، متمي وحين جاء العالم اللغوي دو سوسور نزع اللسان من هذه المواد وحدد موضوع الدراسة اللغوية بموضوع .دراسة اللسان فحسب دراسة اللسان باللسان و موضوع علم اللسان هو اللسان ذاته، و اللسان: أصوات وألفاظ وتراكيب وسياقات ذات أبعاد ثقافية، وهي عادات لغوية تؤدي كلها إلى التبليغ واالتصال داخل النظام الواحد الذي يجمع هذه المظاهر اللغوية كلها.ويظهر اللسان عبر جميع العصور والمراحل التاريخية حتى عند الشعوب المتخلفة البعيدة، نظاما معقدا .جدا، متشابكا و منظما تنظيما محكما " و"اللسان ذاك المجهول عنوان يتحدث ع ن موضوع اللغة و غرابتها وصعوبتها langage cet inconnu le، و هو دليل يمثل كما ينبغي هذه الظاهرة البشرية ، :فاللغة جانب ظاهر خارجي )الجانب المادي(األصوات، األلفاظ، التراكيب، القواعد النحوية والصرفية كما أن لها جانب أخر داللي وهذا ماطة القناع عن بعضإغرضها من الوجود. و علينا نحن باكتشاف بعض جوانبها من خالل هذه الدروس و .خباياها حتى نفهم بعض ما يربطنا إليها اتصاال وتبليغا لقد اخترنا في هذه الدروس مجموعة من العناوين، إذ رأينا فيها منفعة وأساسا يرتكز عليه الطلبة في الفهم والتكوين والبحث.و نعتذر إذا كنا قد تعرضنا لبعض التكرار فهذا من باب الحرص على ترسيخ الفكرة . والمعلومة في ذهن الطالب، ويعود هذا إلى جانبنا التعليمي : لقد وضعنا نوعين من الدروس و المحاضرات صنف أوليا به السنة األولى و هو عبارة عن تمهيد للدروس اللغوية التاريخية و يهتم بمعرفة بعض خبايا .الدراسات اللسانية الماضية القديمة و الحضارات السابقة كالدراسات الهندية واليونانية و االوربية و العربية أما الجزء الثاني فلقد رأينا أن نتعرض فيه لدراسة اللسان في حد ذاته و اخترنا اكتشاف ودراسة النظرية البنوية و ما تحمله من مصطلحات و أفكار كمنطلق للدراسة اللسانية علما أنها تشكل ثورة لغوية في ميدان اللغويات عموما جاءت بفضل دوسوسور ،وهذا وفق البرنامج المنصوص عليه في الليسانس و أرفقنا هذه :النظرية الجديدة بنظريتين ثانيتين .األولى ألندري مارتيني: صاحب الوظيفية:وظيفة العناصر اللغوية و صالحيتها الثانية لنعوم تشومسكي: صاحب النظرية التوليدية التفريعية وصاحب البنية السطحية والبنية العميقة ثم تعرضنا للدراسات اللغوية العربية ثم وضعنا لها جانبية نفسها والدراسات العربية عريقة في الزمن، أصيلة . في أفكارها لها مسيرة طويلة وأتباع من اللغويين والنحويين والبلغيين والمعجميين، واألدباء المختلفين لقد نشأت هذه الدراسات من خضم هذه األفكار و من بحوث تشمل دراسة اللغة و اللسان واألصوات من جوانبها الظاهرة و الباطنة كالداللة و المجاز. لقد حلل الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح في رسالته (وهي 2 رسالة دكتورة دولة) عن اللغة العربية جميع هذه المواد ومنها استوحينا نحن بعض األفكار التي تهتم بهذه .المحاضرات أما المراجع المستعملة في تحضير هذه الدروس فهي مأخوذة من المصادر و المراجع التابعة ألصحابها . كسبيويه و ابن جني و السيوطي و ديسوسور و تشومسكي و مونان و مارتيني . نرجو أن نوفق في هذه األعمال و أن تثبت خطانا في مساعينا العلمية و التعليمية ان شاء اهلل أصل اللغة و فكرة نشأة علم اللغة  لقد تساءل اإلنسان كثيرا عن مصدر اللغة، من أين جاءت و كيف ظهرت إلى الوجود. و ذهب في ذلك العلماء مذاهب عديدة إذ انقسمت أراؤهم و تفرقت، أما الفريق األول فكان تفكيره كالتالي: هل اللغة حقيقة من صنع اهلل أي من مصدر ديني ال حيلة لإلنسان فيها، ألم يقل اهلل سبحانه وتعالى بعد بسم اهلل :الرحمان الرحيم""وعلّم آدم األسماء كلها و هذا يعني أن القدرة على الكالم وضعها اهلل في فكر اإلنسان تماما مثل عقله و إحساسه و فهمه ( 1 ) . أما الفريق الثاني فلقد لجا إلى فكرة أخرى لتعليل مصدر الكالم و رأى أن البشر يحاكون الطبيعة في أصواتها. فجاءت اللغة تقليدا لهذه الطبيعة الصائتة. وعليه نالحظ كثيرا من األصوات اللغوية قريبة جدا .من األصوات المتواجدة عند الحيوان و الطيور و كل ما هو متعلق بالطبيعة الصائتة أما الفريق الثالث فيرى األمور بعين مختلفة عن المجموعتين السابقتين. و تتمثل هذه الفكرة في أن اللغة من وضع البشر أنفسهم. و السبب لفهم ذلك بسيط و هو أنَّ اللغة ( 2 )  واللغات تحيا و تموت ، تظهر و تختفي .فهي عرضة للنشأة و الحياة و الزوال تماما مثل البشر و هي كذلك لغات أحوالها متقلبة و زائلة رغم صفتها الخاصة المتمثلة في االستمرارية في الزمن ( 3 ) واللغة البشرية ليست لغة واحدة فهي لغات و ألسنة. و لو حقيقة كانت محاكاة للطبيعة التّحدت اللغات .في لغة واحدة ألن الطبيعة البشرية واحدة في جميع أنحاء المعمورة. أصواتها متشابهة حيثما اتجهت أما الفكر اإلنساني فمختلف يتكيف يتغيّر حسب الزمان والمكان ، ويتوارث من جيل إلى جيل مع إضافة . كل جيل فكرا جديدا عن الفكر السابق واللغة مثله تماما تمشي كما تسير أحوال البشر لقد فكّر اإلنسان إذن خاصة منهم من كان له االهتمام باللغة في مصدرها و نشأتها. هل هي فقهية النشأة أم طبيعية أم وضعية من صناعة الناس؟ لقد كان لمختلف الحضارات تفكير و تفسير لهذه التساؤالت الهامة و المحيّرة. فمنهم من آمن بالرأي األول و منهم من اتبع الرأي الثاني ، و منهم من تبنى الطريقة الثالثة و نبا عن الطرائق األخرى ظانا بل معتقدا انّه حتى و لو كان لهذه االتجاهات صلة باللغة و باللسان إال انه من الصعب جدّا ان يكون 1 )(  دار الهدى بيروت .ط-انظر ابن جني: الخصائص2 .ج1 .ص32 2()FERDINAND DE SAUSSURE, CLG P24,P106, P108 3 )( حاج صالح عبد الرحمن، مقال :البحث اللغوي و أصالة الفكر العربي.مجلة الثقافة عدد26 ، 1973 3 االتجاه كليا دينيا أو محاكاة بشكل مطلق لما هو موجود للطبيعة . قد يكون هناك بعض الصواب فيها .لوجود ألفاظ في اللغات تشبه أصوات المحاكاة مما هو موجود في الطبيعة  كما أنَّ اإلنسان محدود القدرات، فاهلل سبحانه و تعالى وضع في فكر اإلنسان و في طبيعة اإلنسان ما يؤهله للكالم. متميّزا عن بقية المخلوقات ، له الفكر و الذاكرة والجهاز الصوتي و العقل الذي يحلل .به واقعه و يترجمه عن طريق األصوات ولكن اإلنسان في كل هذا عضو فعال في الكالم ألنَّ اللغة فعل إرادي و ليس فعال طبيعيا الإراديا مثل الغرائز الموضوعة عند البشر و اإلنسان مسؤول عن كالمه ألن التبليغ البشري يعتمد على الفكر و .الصوت و اإلرادة و إبداع الخالق .واإلنسان يحمل أصواته اللغوية بالمعاني التي يريدها ويضع فيها دالالته الخاصة و لكل إنسان دالالت خاصة به يتعامل بها عن طريقها مع نفسه أوال ثم مع مجتمعه، واللغة كذلك وسيلة شخصية يستعملها اإلنسان لفهم أحواله أوّ ال ، و يرى بها أموره ثم بعد ذلك يتعامل بها مع غيره .باالتصال عن طريقها مع أفراد مجتمعه و تعتبر اللغة نوعا من االتصال المباشر بالصوت و الفكرة التي تحملها داللة األلفاظ. و لذلك ترى البشر منتظمين مجتمعات و كل مجتمع تقيده لغته. و اإلنسان أي الفرد مرتبط به يتصر ّ ف لغويا بما يمليه المجتمع حتى يكون التعامل و االتصال مفهوما متبادال بينهم و بين هذا المجتمع الذي ينتمي إليه.و لالنسان وسائل أخرى غير اللغة للتعبير عن رغباته، شهواته و نزعاته، حبه و كرهه، و تكثر هذه . الوسائل أو تقل حسب الشخص و المجتمع الذي يدرج فيه والوسائل التبليغية قد تكون بالعين و الصوت و الحركة أو بما هو موجود في الطبيعة أو بأي شيء مبتكر اخر.تعدّ األلوان من الوسائل المعبِّرة " الناطقة " فلألبيض معنى و لألسود معنى uploads/s1/ cours-1 2 .pdf

  • 32
  • 0
  • 0
Afficher les détails des licences
Licence et utilisation
Gratuit pour un usage personnel Attribution requise
Partager
  • Détails
  • Publié le Fev 10, 2022
  • Catégorie Administration
  • Langue French
  • Taille du fichier 0.2595MB