مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية 0499 ISSN :2353 - املجلد2 ، العدد3 ، (جوان 2014 )
مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية 0499 ISSN :2353 - املجلد2 ، العدد3 ، (جوان 2014 ) EISSN :2602 -5264 124 التصور التجريبي للفلسفة عند دافيد هيوم .د سليمة قايد أستاذة باملدرسة العليا لألساتذة بوزريعة الجزائر Résumé de l’article : Les anciens philosophes ont conçu la philosophie comme science de l’être en tant qu’être, c'est-à-dire comme métaphysique en premier lieu. Et c’est pour cela qu’ils l’ont définie comme une science première, absolue, universelle, et fondatrice de toutes les autres sciences, bien plus elle était la reine de toute les sciences. Mais Hume se révolta contre cette conception, en essayant d’élaborer une nouvelle conception de la philosophie, et ça en s’appuyant sur son empirisme, qui était un empirisme radical, et de son refus de la métaphysique. Pour lui, la philosophie doit devenir dans le futur, une science de la nature humaine, et l’objet unique qu’elle étudie c’est la nature humaine, qui n’est pas restreinte à la raison seulement, mais s’étend à toute les actes que l’homme accomplit dans la vie, comme les passions, les imaginations, les croyances, les fantasmes, et les comportements. Et la méthode que suit Hume dans sa nouvelle science est la méthode expérimentale, newtonienne surtout, car il était très influencé par Newton, et inspiré par lui, il voulait être le Newton de la philosophie. D’autre part, la science de la nature humaine se divise en quatre parties ; la logique -ou théorie de la connaissance- la morale, la critique -ou l’esthétique- et la politique. La fin suprême du projet humien, est que la philosophie s’élève au rang de la vraie science, et devienne une science comme les autres, c'est-à-dire une science objective exacte, lointe des problèmes métaphysiques absurdes et vides de tout sens. Enfin, on peut dire que les plus importants caractéristiques de la science de la nature humaine, telle que l’a conçu Hume lui-même, est qu’elle est une science théorique et pratique en même temps, une science expérimentale, positive, systématique, anti- métaphysique, critique, et finalement sceptique. Et cette conception toute spéciale a jouer un rôle décisif dans l’histoire de la philosophie moderne et contemporaine aussi, parce qu’elle a inspiré tant de philosophes tel que Kant, Comte, Husserl… Et Hume a contribué fortement dans la destruction de l’ancienne conception de la philosophie -synonyme à métaphysique- et à مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية 0499 ISSN :2353 - املجلد2 ، العدد3 ، (جوان 2014 ) EISSN :2602 -5264 125 l’établissement de la nouvelle conception, qui va réapparaitre très clairement chez les néo- positivistes, je veux dire la philosophie comme science positive, ou ce qu’on appelle la scientificité de la philosophie. Les mots clés : La nature humaine, La science de la nature humaine, Les principes de la nature humaine, L’expérience, La méthode expérimentale, L’empirisme radical, Science positive, La conception empiriste de la philosophie, La théorie de la connaissance, Le scepticisme, La métaphysique, La méthode newtonienne, Anti- métaphysique, La philosophie naturelle, La philosophie morale, Les hypothèses. :تمهيد عُرفت الفلسفة منذ نشأتها بأنها علم مجرد تماما، ذلك أنها تدرس موضوعا مجردا محضا، هو ما وراء أو ما ب عد الطبيعة، وتعتمد أثناء دراستها له على التأمل العقلي ،فقط وال تأبه بالتجربة مطلقا،وهذا ضروري في الحقيقة ألن موضوعهايتجاوز دائرة الحس واملحسوس. وظل هذا التصور العقلي الخالص للفلسفة سائدا من الفلسفة اليونانية .إلى بدايات الفلسفة الحديثة لكن مفهوم الفلسفة سي شهد ثورة حقيقية وكاملة بمجئالفيلسوف االنجليزي دافيد هيوم ( 1711 - 1776 ) David Hume ، الذي سيُقدم تعريفا جديدا تماما ومختلفا بالكلية عن ج بها من التصور العقلي كل التعريفات التي وضعها الفالسفة السابقون له، فيخر الخالص إلى تصور تجريبي محض، حيث إنه يطمح إلىجعل الفلسفة علما تجريبيا بحتا مثل .الفيزياء، وباقي العلوم الطبيعية األخرى لكننا إذا تمعنا في هذا التصور جيدا، سنجد فيه مفارقة كبيرة، ألنه يتناقض صراحة مع طبيعة الفلسفة.لذلك سنحاول في هذه املقالة املتواضعة تسليط الضوء على مفهوم ح اإلشكال هيوم للفلسفة، من خالل طر ية التالية: ما هو التصور التجريبي للفلسفة عند هيوم؟ ثم ألن يؤدي هذا التصور إلى تهديم البحث الفلسفي من أصوله، نظرا لتناقضه خ مع ماهية هذا العلم املاورائي، العقلي والتأملي؟ الصار :املنهج الجديد للفلسفة مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية 0499 ISSN :2353 - املجلد2 ، العدد3 ، (جوان 2014 ) EISSN :2602 -5264 126 إن التصور الجديد للفلسفة الذي جاء به هيوم، نابع في األساس من إرادته تطبيق املنهج ( التجريبي في مجال الفلسفة، حيث إنه عارض بقوة ديكارت1596 - 1650 ) René Descartes وأتباعه العقالنيين الذين تصوروا أن املنهج الرياض ي هو أنسب منهج للفلسفة. وجاء بفكرة جديدة ومناقضة لهمتماما، فطمح إلى تطبيق املنهج الفيزيائيعلى الف لسفة. صحيح أنه لم يكن ،فيزيائيا، لكنه كان متأثرا بفيزيائي كبير جدا، أو باألحرى أكبر فيزيائي في العصر الحديث ( وهو مواطنه نيوتن1642 - 1727 ) Isaac Newton . حيث انبهر هيوم بالفيزياء النيوتونية وبمنهجها التجريبي، واعتبرها النموذج العلمي الذي يجب على جميع العلوم إتباعه واالقتداء به، بما في ذلك الفلسفة نفسها، ألن تطبيق املنهج الفيزيائي هو الضامن الوحيد في نظره لعلمية الفلسفة، ومن ثم دقة وموضوعية نتائجها."مشروع هيوم.... جديد ليس فقط بموضوعه، ولكن أي ضا بفكرة العلم الذي يُوظَّف كنموذج له، فهو لم يعد الرياضيات التي تتطابق معها الفلسفة من حيث كونها رياضيات كلية(mathesis) ، ولكنه الفلسفة ".التجريبية للطبيعة لنيوتن. هذه األخيرة هي واقع، ونموذج للعلمية) 1 ( وسيُختصر املشروع الفلسفي لهيوم إذن في نقل املنهج الت جريبي من الفلسفة الطبيعية إلى الفلسفة األخالقية. " إال أن مثل هذا ال ـ مشروع ال معنى له إال على أساس نموذج ومنهج يضمنان له طموحه في العلمية، وسيكون ذلك هو نموذجالفلسفة الطبيعية لنيوتن ومنهجه ".التجريبي في االستدالل واملنقول إلى املواضيع األخالقية) 2 ( وقد طمح ح في خالقية، ويظهر ذلك بوضو هيوم بذلك إلى أن يكون نيوتن الفلسفة األ العنوان الفرعي لكتاب،رسالة في الطبيعة البشرية وهو "إدخال ال ـ منهج التجريبي إلى ال ـ مسائل األخالقية".حيث أراد أن يقوم في مجال الفلسفة األخالقية بثورة مناظرة لتلك التي قام بها مواطنه في مجال الفلسفة الطبيعية. وتكمن هذه الثورة بالضبط في االرتقاء بالفلسفة إلى مستوى العلم الحقيقي، أي العلم املوضوعي والدقيق، وليس العلم اليقيني، ألن اليقين غاية مستحيلة البلوغ بالنسبة إلى عقل اإلنسان الضعيف جدا، كما سيُبينه هيوم فيما بعد، وعلى اإلنسان أن يكتفي بالدق ة في علومه، فهي أقص ى ما يمكنه تحقيقة، وذلك بشرط واحد ووحيد هو إتباع التجربة."الدقة هي ثورة علمية، ألنها أوال وقبل كل ش يء الثورةالتي ".تتعلق بالتجربة) 3 ( ومن متطلبات املنهج التجريبي رفض استخدام الفرضيات في تفسير الوقائع، وااللتزام حظة والتجربة فقط، وهو باملال ما يفعله هيوم بكل حزم، وقد تلقى هذا الدرس املنهجي مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية 0499 ISSN :2353 - املجلد2 ، العدد3 ، (جوان 2014 ) EISSN :2602 -5264 127 أيضا من نيوتن."رفض نيوتن ملبدأ الفرضيات يُناظره عنده املوقف التجريبي، نحن ال نبدأ "بتخيل كيف يمكن أن تكون األشياء( 4 ) .حظة كيف هي فعال في الواقع ولكن بمال وأكبر فائدة سيجنيها الفيلسوف بتجنبه الفرضيات هو ابتعاده عن األوهام، ذلك أن هيوم يؤكد أن كل القضايا التي ال تُستخلص من التجربة فهي عبارة عن أوهام باطلة وعديمة .الجدوى، ويجب على الفلسفة أن تتخلى عنها نهائيا وبسرعة 2 - :املوضوع الجديد للفلسفة إذا كان هيوم يشترط على الفلسفة أن تسلك ال ـ،منهج التجريبي فهذا األمر مرهون بطبيعة الحال بأن يقبل موضوع الفلسفة هو نفسه هذا التطبيق، وهذا ما ال يتوفر في ع القديم للفلسفة، سواء كان الوجود العام واملجرد، أو هللا، أو املبادئ األولى املوضو ،للمعرفة ألنها مواضيع ميتافيزيقية يستحيل التجريب عليها. وهذا بالضبط ما دفع بهيو م إلى ضرورة البحث عن موضوع جديد للفلسفة يتوفر فيه شرط التجريب، ووجد هذا املوضوع في ا إلنسان"، فأصبحت الفلسفة معه هي "علم اإلنسان( 5 ) ، أو كما يُفضل أن يسميه "علم "الطبيعة البشرية( 6 ) ) La Science de la nature humaine ( ، وإ ن كان يطلق عليه أحيانا ".اسم "الفلسفة األخالقية( 7 ) تنقسم الطبيعة عند هيوم إلى قسمين ال ثالث لهما، هما الطبيعة املادية والطبيعة .البشرية تكمن الطبيعة املادية في عالم األجسام، وقد تكفل نيوتن ومن خالل عبقريته بدراسة هذا العالم على الوجه األكمل، بحيث إنه لم يترك للعلماء ما ي .مكنهم أن يضيفوه إليه إذ يعتقد هيوم أن نيوتن نجح في بناء فيزياء شاملة وكاملة، استطاعت أن تكتشف قوانين العالم ،املادي. أما القسم الثاني من الطبيعة فهو الطبيعة البشرية أي عالم اإلنسان وبالرغم من أهميته إال أنه لم يسترعي إليه اهتمام الفالسفة بالقدر الكافي، فه و يعاني اإلهمال ،الكبير وحان الوقت لاللتفات إليه ودراسته بجدية وعمق، وهذه هي املهمة التي سينذر هيوم .نفسه لها وبناء على ما سبق سيظهر لنا أن املشروع الفلسفي لهيوم يتلخص في تطبيق املنهج التجريبي على الطبيعة البشرية. والحقيقة أن هيوم مقتنع تماما أنه ال يوجد أ مامنا طريق آخر ملعرفة حظة والتجربة. يقول هيوم: "اإلنسان كائن نعرفه الطبيعة البشرية سوى املال ".بالتجربة( 8 ) . ،وسيتحقق بذلك حلمه في أنتصبح الفلسفة علما تجريبيا حقا. "هذا العلم تجريبي حقا فهو ال يعرف الطبيعة البشريةسوى من خالل التجربة، ويهدف إلى تفسيرها وليس إلى تبريرها" . ) 9 ( مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية 0499 ISSN :2353 - املجلد2 ، العدد3 ، (جوان 2014 ) EISSN :2602 -5264 128 والغاية التي يصبو إليها هيوم من خالل هذه الدراسة هي اكتشاف مبادئ الطبيعة .البشرية ".ات وخصائص الطبيعةالبشرية "يتعلق األمر بتكوين مفهوم عن قدر( 10 ) ويجب على الفيلسوف أن يستنتج هذه املبادئ من التجربة فقط، وال يلجأ إلى التخمين واالفتراض مطلقا . " تكون ".املبادئ األولى للطبيعة البشرية مُستنتجةتجريبيبا) 11 ( يرى uploads/Philosophie/ltsor-ltgryby-llflsf-aand-d-fyd-hyom.pdf
Documents similaires
-
19
-
0
-
0
Licence et utilisation
Gratuit pour un usage personnel Attribution requise- Détails
- Publié le Mai 23, 2022
- Catégorie Philosophy / Philo...
- Langue French
- Taille du fichier 0.6976MB